سورة الجاثية - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الجاثية)


        


{حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5) تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10) هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11)}
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {وما أنزل الله من السماء من رزق} قال: المطر. وفي قوله: {وتصريف الرياح} إذا شاء جعلها رحمة وإذا شاء جعلها عذاباً. وفي قوله: {لكل أفاك أثيم} قال: كذاب.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {لكل أفاك أثيم} قال: المغيرة بن مخزوم.


{اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)}
أخرج ابن المنذر من طريق عكرمة رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه لم يكن يفسر أربع آيات قوله: {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه} والرقيم والغسلين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: لم يفسر ابن عباس رضي الله عنهما هذه الآية إلا لندبة القارىء {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه}.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه} نور الشمس والقمر.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه} قال: كل شيء هو من الله.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن طاوس رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما فسأله: مم خلق الخلق؟ قال: من الماء والنور والظلمة والريح والتراب. قال: فمم خلق هؤلاء؟ قال: لا أدري. ثم أتى الرجل عبدالله بن الزبير رضي الله عنه فسأله فقال له مثل قول عبدالله بن عمرو رضي الله عنه، فأتى ابن عباس رضي الله عنهما فسأله: مم خلق الخلق؟ قال: من الماء والنور والظلمة والريح والتراب. قال: فمم خلق هؤلاء؟ فقرأ ابن عباس رضي الله عنهما {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه} فقال الرجل: ما كان يأتي بهذا إلا رجلٌ من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.


{قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (15)}
أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {قل للذين آمنوا يغفروا} الآية قال: ما زال النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالعفو، ويحث عليه ويرغب فيه حتى أمر أن يعفو عمن لا يرجو أيام الله، وذكر أنها منسوخة نسختها الآية التي في الأنفال {فإما تثقفنهم في الحرب} [ الأنفال: 57] الآية.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {قل للذين آمنوا يغفروا} الآية قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يعرض عن المشركين إذا أذوه، وكان يستهزؤون به، ويكذبونه، فأمره الله أن يقاتل المشركين كافة، فكان هذا من المنسوخ.
وأخرج أبو داود في تاريخه وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله}. قال: الذين لا يدرون أنعم الله عليهم أم لم ينعم، قال سفيان رضي الله عنه: بلغني أنها نسختها آية القتال.
وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله} قال: هي منسوخة بقول الله: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}.
وأخرج ابن عساكر عن أبي مسلم الخولاني رضي الله عنه أنه قال لجارية له: لولا أن الله تعالى يقول {قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله} لأوجعتك. فقالت: والله إني لممن يرجو أيامه، فما لك لا توجعني؟ فقال: إن الله تعالى يأمرني أن أغفر للذين لا يرجون أيامه، فعمّن يرجو أيامه أحرى، انطلقي فأنت حرة.

1 | 2 | 3